حكاية ثعلب
كان الثَّعلبُ في الصَّحْراءْ
يَسْكُنُ حُجْراً قُرْبَ الماءْ
يَحْيا في أََمْنِ ٍ وَسَلامْ
لا يَخْشى غـَدْرَ الأَيّامْ
جاءَ الأَسَدُ إلَيْهِ وقالْ:
اخْرُجْ مِنْ حُجْرِكَ في الحالْ
اخْرُجْ نَحْيا كالإِخوان ِ
لا أَخْشاكَ ولا تَخْشاني
صاحَ عَلَيْهِ الطَّيْرُ الأَسْوَدْ :
هَيّا انْهَضْ لا تَتَرَدَّدْ !
اذْهَبْ وَتَجَوَّلْ في الدُّنْيا
واعْرِفْ كَيْفَ العالَمُ يَحْيا !!
فَهُناكَ تَعالـِبُ حَمْراءُ
وهُناكَ ظِلالٌ وَغِذاءُ
اذْهَبْ وَاسْكُنْ في الغاباتْ
فيها بَطٌّ وإِوَزّاتْ
وَمَضى .. لكِنَّ الصَّيّادْ
كانَ هُنالِكَ بِالمِرْصادْ
خافَ التَّعْلَبُ وَمَضى يَجْري
لـِيَعودَ سَريعا ً لـِلْجُحْرِ
صاحَ الطَّيْرُ الأَسْوَدُ : قِفْ !
لا تَرْكُضْ ، ما هذا الخًوْفْ ؟
قـِفْ وَاسْمَعني ، وافْهَمْ مِنِّي
ماذا أَعْني ، ثمَّ اتْبَعني
فَهُناكَ مِياهٌ وَغِذاءْ
وَهُناكَ نَعالـِبُ بَيْضاءْ
بَيْنَ الثَّلْجِ تَعيشُ هُناكْ
تَأْكُلُ مِنْ أَشْهى الأَسْماكْ
وَجَدَ الرّيحَ هُناكَ تُدَوّي
وَكِلابَ الأَسْكيمو تَعْوي
البَرْدُ هُناكَ يُجَمِّدُهُ
وَكِلابُ القُطْبِ تُهَدِّدُهُ
فَمَضى فَوْرا ً نَحْوَ البَيْتِ
هَرَبا ً مِنْ أَنْيابِ المَوْتِ
ثُمَّ رَوى لِلأَسَدِ الغاضِبْ
كَمْ لاقى خَطَرا ً وَمَصاعِبْ
أَمّا الأَسَدُ فَكانَ عَليما َ
بِأُمورِ الدُّنْيا وَحَكيما ً
جَلَسَ الثَّعْلَبُ بَيْنَ يَدَيْهِ
مُسْتَمِعا ً كالطِّفْلِ إِلَيْهِ
قال َ الأَسَدُ : مَنْ يَتَنَقَّلْ
في دُنْيانا أَوْ يَتَجَوَّلْ
يُدْرِك أَنَّ الوَطَنَ الغالي
أَجْمَلُ ما في الكَوْنِ وأَفْضَلْ